الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية..جائزتان جديدتان ومزيدٌ من اللامركزية
بحضور ممثلي مختلف وسائل الاعلام التونسية والأجنبية انعقدت اليوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 الندوة الصحفية الخاصة بالدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية التي تحمل شعار "نحلم.. لنحيا "، وكان المخرج رضا الباهي مدير عام الدورة قد بسط أمام الحضور فلسفة الأيام وقيمها الثابتة وأهم المستجدات الخاصة بالنسخة الحالية التي تأتي في ظل ظروف استثنائية طبعتها جائحة كورونا بطابع مخصوص جعل أهل الثقافة في تونس وخصوصا السينمائيين في تحد حيني، واشار رضا الباهي الى عودة المسابقة الرسمية بعد غياب افقد الايام نكهتها معتبرا ذلك وفاء للاهداف الثابتة للايام التي من اجلها بعثت أواسط القرن العشرين مشيرا الى أن هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في العالم العربي وفي افريقيا ستبقى فضاء للفن والتفكير والتفلسف... وبخصوص مستجدات الدورة الحالية تحدث الباهي عن بعث جائزتين جديدتين هما "جائزة لينا بن مهني " و" جائزة المنتج الصادق الصباح " بقيمة مالية قدرها 15 الف دينار تونسي لكل واحدة .
وأوضح رضا الباهي أن الدورة الحالية ستمعن في اللامركزية بمزيد التوجه نحو الجهات الداخلية للبلاد ودعوة الشباب المهتم بالسينما للقيام بتربصات وسيكون ذلك وفق ترتيبات خاصة الهدف منها بعث نواتات لمهرجانات وأنشطة سينمائية من شأنها أن تدفع بالفن والثقافة في دواخل البلاد... وإلى جانب " أيام قرطاج السينمائية في السجون" التي دأب عليها المهرجان في الدورات الاخيرة قدم رضا الباهي المولود الجديد وهو "أيام قرطاج السينمائية في الثكنات العسكرية" التي ستذهب الى الجنود في ثكناتهم... كما استعرض مدير عام ايام قرطاج السينمائية في خاتمة تدخله ضمن الندوة الصحفية عدة ارقام ومؤشرات تتعلق بالنسخة الحالية منها أن 750 فيلما عربيا وافريقيا سيتم عرضها ضمن 11 قسما ومنها 200 فيلما طويلا أما الدول المشاركة فهي 45 دولة منها 17 دولة عربية وافريقية .
ومن جهته أكد سليم الدرقاشي مدير عام المركز الوطني للسينما والصورة أن هذه الدورة المنعقدة في ظروف استثنائية تعتبر تحديا مجتمعيا لأنها تسهم في إعادة الحياة إلى سالف عهدها مضيفا انها ستكون وفية لثوابتها والتزاماتها الأخلاقية والفنية تجاه جمهور المتلقين وتجاه شركائها، وبين أن المركز الوطني للسينما والصورة اطلق مسابقته للإنتاج الخاص بهذه الدورة وافرزت دعمه لأربعة افلام تونسية مقتبسة من الادب التونسي وتحديدا من القصة التونسية .
أما الناقد السينمائي كمال بن وناس المدير الفني للدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية، فقد تحدث عن خصوصية المهرجان رغم زحمة التظاهرات الناشئة بالعالم العربي وبافريقيا والمتمثلة اساسا في الدفاع عن الفكر الحر والقضايا الحارقة للمجتمعات ودعمها اللامشروط للرؤى السينمائية المتجددة واضاف بن وناس أن المهرجان وفي للأرضية الثقافية التي ما انفك يدافع عنها منذ 1966 الى اليوم وهي دعمه لسينما الجنوب التي تجد في قرطاج نافذة لقول حقيقتها والاصداح بصوتها بشكل فني وجمالي لائق، كما تحدث بن وناس عن المقاييس الرمزية التي يتم من خلالها انتقاء الافلام للمشاركة في مختلف الاقسام ومن أهمها إيلاء الاهمية القصوى لصورة جمهور ايام قرطاج السينمائية الذي لم يكن يوما جمهورا يلهث وراء السينما التجارية المتوجهة نحو الغرائز موضحا أنه جمهور تعلم من الايام فن طرح السؤال الفلسفي حتى صار جمهورا ممهورا بالمعرفة والفن. ومن المقاييس التي أشار اليها الاستاذ كمال بن وناس هي خلق فضاء نقي للحوار المفيد بين المخرج والجمهور... وختم المدير الفني للمهرجان تدخله خلال الندوة الصحفية بالاشارة الى النظرة التي ستخصص للسينما البلجيكية والى الشرفة التي ستفتحها الدورة على الجارة ليبيا والتي اعتبرها فرصة للاطلاع على السينما الليبية وخصوصا ما يقوم به المخرجين الشباب... أما المائدة المستديرة التي ستخصص للفيلم الفرنكفوني فقد اعتبرها الاستاذ كمال بن وناس فرصة للنقاش الثقافي والفني بين المختصين في الشأن السينمائي على اعتبار أن الفضاء الفرنكفوني هو أيضا فضاء للاستثمار...